السعودية توداي
الوقت في القرآن الكريم

الوقت في القرآن الكريم

أوضح الله تعالى في العديد من الآيات أهمية الوقت في القرآن الكريم، وتم توضيح كيفية ادارته، وذلك من ضمن النظام الشامل لجوانب ومتطلبات الحياة التي حددها الدين الإسلامي الحنيف.

مفردات الوقت في القرآن الكريم:

ذكر الوقت في القرآن الكريم بصيغ وسياقات ودلالات متعددة تظهر أهمية الوقت، وهي مفردات عديدة تدل على الوقت مثل الليل، النهار، الفجر، العصر، الضحى، الدهر، شهر، الحساب، الحين، الدهر، سنة، أيان، المغرب.

أهمية الوقت في القرآن الكريم:

كما ذكرنا فإن الوقت جاء بصيغ مختلفة في القرآن الكريم، منها ما يحدد العلاقة التي تربط الإنسان بالله تعالى من خلال العبادات والعقيدة، ومنها ما يرتبط بالكون، ومن أكثر الأمور التي تظهر أهمية الوقت في القرآن الكريم نذكر ما يلي:

  •         الوقت من نعم الله تعالى:

يعتبر الوقت أحد النعم التي لا تعد ولا تحصى التي أنعم الله تعالى بها على عباده، ومن الآيات التي تدل على أهمية الوقت الآية 12 من سورة الإسراء عندما قال تعالى: “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا”.

 

  •         أقسم الله تعالى بالوقت:

نظراً لأهمية الوقت في القرآن الكريم فإن الله عزّ وجلّ أقسم بالوقت في أكثر من سورة كالليل والنهار، والضحى وغيرها من أيات، فعلى سبيل المثال في سورة العصر قال تعالى في الآيتين 1 و2 ” وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ”.

كما قال تعالى في الآيات 1 -4 من سورة الفجر: “وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)”.

 

  •         ارتباط العبادات بالوقت:

ربط الدين الإسلامي الحنيف العبادات في أوقات ومواعيد محددة، فالصيام الواجب له وقت محدد في شهر رمضان المبارك، قال تعالى بالآية 185 من سورة البقرة ” فمن شهد منكم الشهر فليصمه”.

كما أن للحج وقت معين وهو ما يظهر بقوله تعالى في الآية 197 ” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”.

وللصلاة مواقيتها كما نجد في قوله تعالى في الآية 238 من سورة البقرة ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين”، كما قال في الآية 103 من سورة النساء ” إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا”، وقال بالآية 78 من سورة الإسراء “أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا”.

  •         تعاقب الأهلة وارتباطه بالشعائر والعبادات:

إن العديد من العبادات والواجبات والشعائر في الإسلام ارتبطت بالوقت وبالتحديد بالأشهر القمرية والأهلة، فالصيام، كما الإمساك والإفطار له علاقة بالوقت، والحج يحدد بالأهلة، وهو ما يظهر بقوله تعالى بالآية 189 من سورة البقرة  “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ”.

 

  •         الضبط الزمني للرسالات:

قال تعالى في الآية 10 من سورة المرسلات “وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَت”، فلكل رسالة من الرسالات السماوية زمانها بعلم الغيب، فالأمر لم يكن عبثياً وقد ظهرت كل رسالة من الرسالات بزمان ووقت محدد لها من الله العزيز القدير.

توظيف المسلمين للوقت:

بعد أن ظهرت لنا أهمية الوقت في القرآن الكريم نؤكد على ضرورة الاستفادة منه بالشكل السليم، فعدم احترام الوقت من علامات التخلف والجهل، واحترامه من سبل التقدم في العديد من المجالات.

والمسلم قبل غيره يجب أن يكون عالماً بقيمة الوقت وأهميته، فهو في صلواته وعباداته يلتزم بأوقات محددة، وبالتالي يجب أن يكون أكثر قدرة على إدارة وقته.

ويبقى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المعلم الأول لنا بكيفية الاستفادة من الوقت، وقد أشار إلى أصحابه وأكدّ عليهم ضرورة أن يعلموا أهمية الوقت في القرآن الكريم، وأن يحسنوا اغتنام وقتهم ويديروه بالشكل السليم، و وبأن الإنسان يجب أن يدرك بأنه سيسأل عن وقته وعمره كيف قضاه وأفناه.

 

 

اضف تعليق

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.