السعودية توداي
الحضارة الرومانية

الحضارة الرومانية

بالرغم أن الرومان القدماء قد أقاموا واحدة من أعظم الإمبراطوريات في تاريخ العالم وهي الإمبراطورية الرومانية التي استمرت من حوالي عام 30 قبل الميلاد إلى عام 476 م، إلا أن الحضارة الرومانية القديمة ظهرت قبل ذلك بوقت طويل، وذلك بداية من عام 800 قبل الميلاد.

موقع الحضارة الرومانية:

لقد أشارت الأساطير إلى أن بداية ظهور الرومان كان على يد الأخوين رومولوس وريموس، الذين عثر عليهما تائهين بجانب نهر التيبر، تربوا على يد أحد الرعاة فشبوا على الذكاء والقوة، وقاموا ببناء مدينة روما في المكان الذي عثر عليهما فيه، حيث أصبحت روما القديمة، والتي يطلق عليها الآن مدينة روما والتي تقع في وسط إيطاليا، هي مهد الحضارة الرومانية.

الإقتصاد والمجتمع في العالم الروماني القديم:

بدأ نشأة المجتمع الروماني القديم من مجموعة من صغار المزارعين، ومع ازدياد قوة المجتمع واتساعه أصبح واحداً من أكثر المجتمعات تحضراً في عالم ما قبل الصناعة، حيث تم تشييد المدن التي تميزت بمجمعاتها السكنية الشاهقة، وكذلك الأحياء الفقيرة المكتظة، والشوارع المزدحمة، والمباني الإدارية، وغير ذلك.

الزراعة والتجارة والصناعة في المجتمع الروماني القديم:

الزراعة:

لقد قام الاقتصاد الروماني في المقام الأول على الزراعة، حيث تم زراعة الحبوب والكروم والزيتون، كما تم تربية الأغنام والماشية، ولقد كانت حيازة الأراضي في ذلك الوقت لا تزيد عن بضع أفدنة لكل مزارع، ولقد كانت تعتبر ملكية مائة فدان حيازة كبيرة جداً، ولقد طور كثير من الرومان الأثرياء مزارع ضخمة يديرها العبيد.

التجارة:

أما بالنسبة للتجارة، فلقد إتسعت التجارة البحرية لمسافات طويلة في زمن الإمبراطورية الرومانية أكثر مما كانت عليه في أي وقت قبل القرن التاسع عشر.

ومن الأمور التي كان لها تأثير كبير على التجارة هي نظام أساطيل الحبوب التي تنقل الحبوب من مصر وشمال إفريقيا إلى روما، لإطعام سكان العاصمة، والتي تم نشئت في عهد الإمبراطور أوغسطس، حتى يتمكن مئات الآلاف من الفقراء الرومان من الحصول على خبز مجاني كل يوم، ولقد كانت السفن التي تحمل الحبوب تحمل أيضًا بضائع أخرى ساعدت على نمو الصناعة.

حيث شجع هذا التوسع في التجارة على تطوير المزارع والعقارات التي تزرع المحاصيل للتصدير، وظهر أيضاً حرفيين متخصصين في تجهيز السلع للتصدير، ونمت العمليات التجارية أكثر وامتدت عبر الإمبراطورية.

الصناعة:

كان من شأن هذا الحجم من النشاط التجاري الروماني أن يسهل التوسع في الإنتاج الصناعي، حيث ظهر العديد من الورش الصغيرة من الخزافين والحدادين وعمال البرونز والنجارين وعمال الجلود والإسكافي وصناع المصابيح وغيرهم من الحرفيين.

العمارة الرومانية القديمة:

يمكن للمرء أن يرى التأثيرات اليونانية تعمل بقوة في مباني روما القديمة، ولكنها مع الوقت تحولت إلى أسلوب روماني فريد، لم يكن هناك شيء في العمارة اليونانية يشبه الواجهات المقوسة للكولوسيوم أو مسرح بومبي، ولا للبناء المقنطر للقنوات الرومانية العظيمة، أو أقواس النصر التي تزين العديد من المدن الرومانية.

ويعد القوس هو ابتكار جديد في العمارة الرومانية، حيث أنه يعكس مدى قدرات الهندسية الرومانية في حل مشكلة تحمل وزن أكبر، وينطبق الشيء نفسه على القبة، التي ظهرت بشكل أكثر شهرة في البانثيون، في روما، والتي سمحت للمهندسين المعماريين والبنائين الرومان بالامتداد لمساحات أكبر بكثير من ذي قبل.

طبقات المجتمع الروماني القديم:

تم تقسيم المجتمع إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

        في القمة كانت طبقة النبلاء، الذين سيطروا على معظم الأرض وشغلوا المناصب العسكرية والحكومية رئيسية (وكانوا يشكلون 5٪ من المواطنين الرومان).

        والطبقة الثانية كانت مكونة من معظم الناس من عامة الشعب، يُطلق عليهم العوام، وهم المزارعون، أو أصحاب المحلات، أو المزارعون، ولقد كانت غالبية الضرائب يدفعها هؤلاء العامة (95٪ من المواطنين الرومان)

        ثم الطبقة الأخيرة، والتي كانت من العبيد وغيرهم من المواطنين غير الرومان، ولقد كانت تلك الطبقة في قاع المجتمع، حيث تم التعامل مع العبيد بوحشية، فلم يعيش معظمهم طويلاً وكانوا يعتبرون ملكية تحت الحكم الروماني.

تاريخ الحضارة الرومانية:

بدأت الإمبراطورية الرومانية باسم الجمهورية الرومانية، والتي كانت عبارة عن شبكة من المدن الصغيرة المستقلة الفردية، وذلك في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، وقد مرت روما بفترة من الاضطرابات والحرب الأهلية، عرفت هذه الفترة باسم أزمة الجمهورية الرومانية.

خلال هذا الوقت، تم اغتيال يوليوس قيصر أحد أشهر حكام روما  تحت حكم أوكتافيان ، تأسست الإمبراطورية الرومانية مع أوكتافيان، الذي أعيد تسميته لاحقًا باسم أوغسطس، ولقد كان أول إمبراطور للإمبراطورية الرومانية، في عهد أغسطس ، مرت روما بفترة من السلام والازدهار استمرت حوالي مائتي عام وتعرف باسم “باكس رومانا”.

ولقد توسعت الإمبراطورية الرومانية وحكمت أجزاء كبيرة من العالم، حيث غطت حوض البحر المتوسط بأكمله، وجزء كبير من أوروبا الغربية، ولقد أمتدت الإمبراطورية في أوج قوتها من شمال إنجلترا الحالية إلى جنوب مصر، ومن ساحل المحيط الأطلسي إلى شواطئ الخليج العربي.

سقوط الإمبراطورية الرومانية:

إنقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، حيث كان من الصعب إدارة كافة أراضي الإمبراطورية، فأصبح هناك الإمبراطورية الشرقية التي حكمت مصر وبلاد الشام والأناضول، والإمبراطورية الغربية التي حكمت غرب أوروبا وشمال أفريقيا.

 ازدهرت الإمبراطورية الشرقية بينما كافحت الإمبراطورية الغربية ولم يفكر أي منهما في مساعدة الآخر، رأى شرق وغرب روما بعضهما البعض كمنافسين أكثر من كونهم زملائهم في فريق واحد، وعملوا في المقام الأول من أجل مصلحتهم الذاتية.

ومن عام 376 إلى عام 382 ميلادية، خاضت روما سلسلة من المعارك ضد الغزو القوطي المعروف اليوم باسم الحروب القوطية، وفي عام 410 ميلادية تم نهب وتدمير روما عاصمة الإمبراطورية الغربية على يد قبائل القوطيين.

ولقد انتهت الإمبراطورية الرومانية الغربية رسميًا في 4 سبتمبر 476 م، عندما تم خلع الإمبراطور رومولوس أوغستولوس من قبل الملك الجرماني أودواكر.

استمرت الإمبراطورية الرومانية الشرقية تحت اسم الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 1453 م، حيث سقطت مع سقوط عاصمتها القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، أثناء الفتوحات الإسلامية خلال الحكم العثماني.

 

اضف تعليق

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.